
من المشاريع الفاخرة في نيويورك وميامي إلى العمل الإنساني في مختلف القارات، يشاركنا المطور والمستثمر جاي سميلوفيتش كيف يمكن للثروة، عندما يتم توجيهها بالنية، أن تحول حياة الناس.
على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بنى جاي سميلوفيتش سمعته كمستثمر ومطور عقاري منضبط، بامتلاكه عقارات في نيويورك وميامي وأسواق عالمية مختارة. وقد أدار محفظته الاستثمارية وأصول عملائه بتركيز على النزاهة والالتزام بالمواعيد والتنويع.
لكن بعيدًا عن الأرقام، يُعرّف سميلوفيتش النجاح بالخدمة. بعد تحقيق استقلاله المالي، وجّه تركيزه نحو العمل الخيري، حيث شارك في تأسيس مؤسسة تُقدّم مساعدات مباشرة للناجين من الهولوكوست، وتدعم قضايا تتراوح بين تخفيف الفقر والبرامج الإنسانية حول العالم. قصته قصة مثابرة ومبادئ وهدف.
الأصول والرؤية
إمباكت ويلث: لقد بنيتَ مسيرةً مهنيةً متعددة الجوانب في مجالات العقارات والاستثمار والأعمال الخيرية. لنبدأ من البداية. ما الذي أشعل حماسك للبناء والاستثمار؟
جاي سميلوفيتش: النجاح بالنسبة لي هو إدراك أن كل ما أُعطي لك ليس ملكك حقًا، بل هو أمانةٌ لك لمساعدة الآخرين. في هذه المرحلة من حياتي، هذا يعني استخدام ما أملك للمساهمة، ولأفعل الخير للناس، وأربي أبنائي تربيةً صالحة، وأن أقيس إنجازاتي ليس بالمال، بل باللطف والتأثير.
IW: عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة وبدأت بناء نجاحك من الصفر، كيف كانت تلك السنوات الأولى؟
جاي سميلوفيتش: أتيتُ إلى نيويورك قبل حوالي 30 عامًا. بنيتُ كل شيء من الصفر. لكنني كنتُ مؤمنًا، وعملتُ بجد، وآمنتُ بنفسي. منحتني المدينة فرصةً رائعة. حصلتُ على البطاقة الخضراء، وأنشأتُ مشروعًا تجاريًا، وأسستُ عائلة، ووقعتُ في غرام حيوية وتنوع مدينة نيويورك. إنها مدينةٌ تدفعك للنمو كل يوم.
فلسفة العقارات والاستثمار
IW: لقد طورتَ وأدرتَ عقاراتٍ في نيويورك وميامي، وهما سوقان شديدتا التنافسية. ما الذي يجعل كل مدينة مميزةً بالنسبة لك كمستثمرٍ ومطورٍ عقاري؟
جاي سميلوفيتش: نيويورك هي نقطة انطلاقي، حيث وجدتُ فرصي الأولى. تتميز المدينة بإيقاعها وكثافتها الفريدة التي أحبها. أما فلوريدا فكانت مختلفة. بدأتُ الاستثمار في عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٠ خلال أزمة العقارات. بينما رأى معظم الناس الفوضى، رأيتُ أنا فرصةً للبناء. لطالما أحببتُ التنوع، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل عالميًا أيضًا.
IW: استثمرتم أيضًا في الخارج. كيف تُقيّمون الفرص المتاحة خارج الولايات المتحدة؟
جاي سميلوفيتش: أستثمر عالميًا لأني أحب العالم كما هو، ولا أحب أن أضع كل أموالي في سلة واحدة. إنه جزء من الحماية، ولكنه أيضًا شعور بالحب. لكل بلد جماله وشعبه وتاريخه. أبحث عن الاستقرار الاقتصادي، وقيمة طويلة الأجل، ومكان أتواصل معه شخصيًا.
IW: ما الذي يميزكم عن المطورين أو مديري الصناديق الآخرين؟
جاي سميلوفيتش: أُنجز واجباتي المدرسية. لا أُخاطر بلا داعٍ. أُسدد قروضي وأُحافظ على الصدق مع كل من أعمل معه. أُولي اهتمامًا بالغًا لأموال الآخرين، وأسعى دائمًا لفعل الصواب. هكذا اكتسبتُ الثقة، وفي النهاية، حققتُ النجاح.
IW: كيف توازن بين إدارة مشاريعك الخاصة والإشراف على استثمارات الآخرين؟
جاي سميلوفيتش: الأمر كله يتعلق بالثقة وبناء فرق العمل وبناء علاقات مع أشخاص جيدين. هذا ليس بالأمر السهل اليوم. ولكن عليك أن تمنح الناس فرصة وأن تكون قدوة لهم.
القيادة والاستراتيجية
IW: لقد أسّستَ العديد من الشركات في قطاعات مختلفة. ما هي استراتيجيتك لإدارتها بفعالية؟
جاي سميلوفيتش: أحب تنويع أعمالي. أمتلك عقارات، ولدي أيضًا شركة مالية ومحاسبية. أؤمن بنشر المعرفة والفرص في مختلف المجالات، مما يُبقيني على قدرٍ من التعلم والتوازن.
IW: كيف تقوم ببناء الثقة والحفاظ عليها مع فريقك ومستثمريك؟
جاي سميلوفيتش: الشفافية. عبّر عن رؤيتك بوضوح، واشرح ما تريد فعله، وادعمها بالنتائج. عندما يرى الناس الاتساق، يثقون بك ويُعرّفونك على الآخرين. هكذا تنمو علاقات العمل الجيدة.

العمل الخيري والغرض
IW: لقد كرّستِ المزيد من الوقت والموارد للأعمال الخيرية. ما الذي ألهمكِ هذا الانتقال من بناء الثروة إلى بناء الهدف؟
جاي سميلوفيتش: عندما تصل إلى نقطة النجاح، من الطبيعي أن تتجاوز ذاتك. لطالما أحببت مساعدة الآخرين، حتى عندما لم أكن أملك شيئًا. ولكن مع نمو أعمالي، أصبحت لديّ الإمكانيات اللازمة للقيام بذلك على نطاق أوسع. يسعدني كثيرًا أن أعرف أنني أستطيع إحداث فرق.
IW: حدثنا عن مؤسسة الناجين من الهولوكوست التي شاركتَ في تأسيسها. ما الذي قاد إلى تأسيسها وكيف تطورت؟
جاي سميلوفيتش: بدأتُ أنا وشريكي هذا العمل بعد زيارة أوشفيتز وداخاو. لقد غيّرتني هذه التجربة. لا يزال العديد من الناجين من الهولوكوست في إسرائيل يعيشون دون دعم كافٍ. قررنا التحرّك. تساعدهم منظمتنا بشكل مباشر، حيث نرسل الأموال مباشرةً إلى حساباتهم المصرفية، والتي يديرها أخصائيون اجتماعيون يراجعون كل حالة. إنه عمل عملي وشخصي. كما ندعم اليونيسف، وبرنامج "وجبات على عجلات"، والأسر المحتاجة. ليس الأمر سهلاً، فمساعدة الناس قد تكون أصعب من كسب المال، ولكنه أكثر شيء مُجزٍ قمتُ به على الإطلاق.
IW: كيف تقرر القضايا التي تدعمها؟
جاي سميلوفيتش: لقد بنينا شبكة من الأخصائيين الاجتماعيين والمستشفيات التي ترسل لنا الحالات. نراجع كل شيء بعناية لضمان وصول المساعدة إلى الأشخاص المناسبين. الأمر يتعلق بالمسؤولية. بمجرد أن يرى الناس تأثيرك، تتواصل المزيد من العائلات معك - وهكذا ينمو التأثير.
سؤال: هل تعتبر العمل الخيري جزءًا من إرثك أم أنه ممارسة يومية؟
جاي سميلوفيتش: إنها مسؤوليتي. إن كنتَ قادرًا على المساعدة، فعليكَ ذلك. وإلا فما الفائدة؟ لا أرى نفسي شخصًا مميزًا. أفعل ما أراه مناسبًا، وهذا ما يُسعدني.
المنظور والتوازن والإرث
IW: عند النظر إلى الوراء، ما هي الدروس التي تحدد رحلتك؟
جاي سميلوفيتش: علّمتني الحياة في نيويورك الصمود والامتنان. تلتقي بأشخاص من كل مكان؛ وترى ما هو ممكن. تُلهمك للعمل الجاد وتقدير ما لديك. أعتقد أنني كنت سأنجح في أي مكان آخر، لكن نيويورك منحتني المنصة لتحقيق ذلك.
IW: ما هي النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال الشباب والمستثمرين الذين يبدأون للتو؟
جاي سميلوفيتش: واصل التعلم. أنجز واجباتك. كن حذرًا وصادقًا. اعرف أرقامك - ما يدخل وما يخرج - ولا تُبذر. لستَ بحاجة إلى مكتب فاخر؛ بل تحتاج إلى انضباط. تأكد من قدرتك على سداد قروضك والنمو بمسؤولية. والأهم من ذلك، ثق بنفسك وتوكل على الله.
IW: ما الذي تأمل أن تمثله قصتك وعملك للآخرين؟
الرجل: أتمنى أن يقرأ الناس قصتي ويشجعوا أنفسهم على مساعدة الآخرين. حتى لو شجع أحدهم على تحسين حياة شخص آخر، فهذا يكفي. مساعدة المحتاجين هي النجاح الحقيقي.
س: كيف ترى الفصل القادم؟
رجل: أريد التركيز على العمل الخيري، والعطاء للمجتمع، والعيش بسلام. أدعو الله أن يعم السلام العالم، هذا حلمي. عندما يحل السلام، سأكون أسعد إنسان على وجه الأرض.
الأفكار الختامية
قصة جاي سميلوفيتش هي قصة صمود وانضباط وكرم، تُذكّرنا بأن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط فيما نبنيه، بل في كيفية عطاءنا. يقول: "عندما تساعد الآخرين، تصبح جزءًا من شيء أعظم من نفسك. هذا هو معنى أن تعيش حياة هادفة".



